الرئيسية » أنوار الدور (القومي )  للأزهر الشريف   

أنوار الدور (القومي )  للأزهر الشريف   

by Global Econome

أنوار الدور (القومي )  للازهر الشريف 

  بقلم/ د. رفعت سيد أحمد

 كان للازهر الشريف تاريخيا –ولايزال -دورا قوميا مجيدا في نشر الفكر والدعوة الاسلامية الوسطية المتسامحة والمتصالحة مع الافكار الوطنية والقومية  ..وكانت مواقف  الازهر دائما الي جانب الثورات العربية الكبري ضد الاستعمار والاطماع الخارجية  بنفس القوة التي كان بها ضد الافكار الظلامية المتطرفة  ..وظل الازهر علي تلك العقيدة وذاك الدور حتي يومنا هذا(2022) رغم محاولات التشويه الداعشية والتي إنمحت وبقي هو شامخا بعلمه ودوره وإسهاماته التاريخية والحضارية والتي حاول (الصغار) و(الغلاة) الانتقاص منها  ولكنهم فشلوا وسيفشلون  لاننا أمام (كعبة )العلم والوطنية والدين الوسطي الحق .. ولنعد الي التاريخ والوثائق لنعلم ونتعلم :

*      *      *        *

أولاً: وفي البداية يحدثنا التاريخ أن الأزهر الشريف الذي أنشأ في العام (359هـ/ 970م) كانت تتجاور وتتحاور بداخله المدارس الفقهية المختلفة دونما عنف أو صراع أو تكفير كما هو حاصل اليوم من الاخوان والدواعش ، كان الفاطميون أصحاب المذهب الإسماعيلي الشيعي قد أنشئوا الأزهر للتبشير لمذهبهم ودولتهم ومع ذلك سمحوا للمذاهب السنية الأربعة (الشافعية ـ المالكية ـ الحنبلية ـ الحنفية) بالتواجد وبقوة ليس فحسب داخل الأزهر الشريف، بل لقد خصصوا لهم مسجد عمرو بن العاص وكان معقلاً لفقهاء أهل السنة والجماعة، والطريف أن الحكام الفاطميين جعلوه المسجد الرسمي لدولتهم رغم خلافهم المذهبي مع أصحابه فكان منبره هو المنبر الرسمي للخليفة الفاطمي في صلوات الجمع في شهر رمضان وفي العيدين وفي عهد هذه الدولة استقبل الأزهر وبرحابة صدر إسلامية واسعة رموزاً من فقهاء وعلماء أهل السنة الكبار أمثال (أبو حامد الغزالي) الذي هرب من بطش السلطة العباسية ولجأ إلى مصر دون أن يغير أفكاره ومبادئه ودعوته بل وحتى دونما إسقاطه لخلافاته الكبرى مع المذهب الشيعي وفي عهد هذا الأزهر الشريف وحكامه استقبلت مصر العالم الكبير أبو الحسن بن الهيثم الذي لقب لاحقاً بآينشتاين العرب.

كان ذلك في الأزهر  وحوله قبل أكثر من 900 عام ترى أين (الاخوان وادواعش الجدد) من هذه الرحابة والسماحة الإسلامية التي أسس عليها الأزهر وصار رمزاً ومنارة إشعاع فكري وأداة لتوحيد الأمة قيماً ومذاهب وفرقاً!!

*      *      *        *

ثانياً: هذا الأزهر الشريف المتجاوز للفتن والصراعات والجامع لأصحاب المذاهب،  كان أيضاً قائداً لثورات مصر ضد الاحتلال الأجنبي، أنظر ثورات مصر الأولى والثانية ضد الحملة الفرنسية مع بداية القرن التاسع عشر ثم مواقف الأزهر الرائدة ضد الاحتلال الإنجليزي وصولاً إلى دوره التقريبي المهم بين المذاهب في الأربعينيات على يد الشيخ عبد المجيد سليم وإنشاؤه لدار التقريب بين المذاهب الإسلامية ، ثم دور الأزهر في حروب مصر إبان عهد عبد الناصر (1956 ـ 1967) وصولاً إلى حرب 1973 وما تلاها، هذا هو الأزهر العظيم الذي يحاول الدواعش الجدد إتهامه بتراجع دوره وبأنهم هم الممثلون الشرعيون ل(الاسلام المحمدي) .. والواقع يؤكد أنهم كانوا ولايزالون الخطر الاكبر علي هذا الاسلام  المحمدي ..بما يقدمونه من تكفير وتشويه وغلظة وغلو يبرأ الاسلام منه تماما ..

*      *      *        *

ثالثاً: إن الأزهر يمثل لدى المسلمين في العالم وكما قال لنا يوماً أحد علمائه الكبار ووفقاً لنص كلماته (إذا كانت الكعبة في مكة تمثل للأمة الإسلامية رمزاً للتوحيد ورمزاً للإسلام فإن الأزهر هو كعبة العلم والعلماء) انطلاقاً من هذا المعنى المعبر يدعو شيخ الازهر الحالي (د.أحمد الطيب)  وبإستمرار إلى حركة إحياء تعليمي وديني وثقافي  داخل الأزهر الجامع والجامعة، وهي حركة  تمتد من الفتوي ودورها (الوطني والقومي ) مرورا بالمناهج التعليمية بداخل معاهده وكلياته ومنابره الفقهية بما يربطها أكثر بقضايا الأمة  العربية والاسلامية ويوحد الصفوف في مواجهة التحديات الخارجية وأطماع الغرب ووكلاءه في بلادنا وأيضا وبالاساس في مواجهة الدواعش القدامي والجدد  بفكرهم الشاذ الذي أضر بالاسلام  ..ربما أكثر من الاحتلال والاستعمار الغربي .. إنها رسالة تنويرية وقومية كبيرة ..ندعو الله ..للازهر الشريف ..فيها  ..بالانتصار والعزة .

You may also like