أيمن الشندويلى يكتب : كنافة الشهادات البنكية !!

هل يعرف أحدا الهدف المنشود من انفاق ملايين على الاعلانات التليفزيونية لبنكي الاهلى المصرى و مصر  الحكوميان ؟

أعتقد أنهما بلا عائد لأن الرسالة هى ترويج لاسم البنك  وليس لخدمات أو سلعة ، والاسم يحفظه القاصى والدانى فى المعمورة ، ولا يحتاج لدعاية ، وهى رؤية اقتصادية واضحة ، أما ما يحدث من الانفاق المبالغ فيه على انتاج الاعلانات وبثها فهى أموالا مهدرة وبلا عائد يرجى تحقيقه .
وبدلا من صينية كنافة الاعلانات ، كان الأجدر بالبنكين اسعاد المواطن بصينية كنافة بالشهادات ، ترقى الى طموح العملاء الذين باتوا فى حيرة من أمرهم على ودائعهم النقدية ، وهل يحولونها لدولار أم ذهب ؟ أم تبقى بفائدة أكبر تعوضهم الانخفاض فى قيمة أموالهم ؟

 اصدار شهادتين توأم ملتصق بجسد واحد ورأسين

وعلى طريقة  ( أحمد زى الحاج أحمد ) ، تم إصدار شهادتين ادخار لمدة ثلاث سنوات  ( بلاتينية ) إحداهما بفائدة 19 % ( أحمد ) ، والثانية متناقصة الفائدة تبدأ 22 % ثم 18 % والسنه الأخيرة 16 % ( الحاج أحمد ) لأن متوسط سعر الفائدة 18.66 % ، وهى أقرب للشهادة الأولى .
ولا أدرى المغزى من الفكرة ، ولكنه اختراعات مصرفية رمضانية حتى تكون المائدة عامرة للعميل  ، مثل مطاعم الفراخ التى تقدمها مقلية  أو مشوية علشان اختلاف الأذواق .

أما البيان الذى صدر مع خبر الشهادتين كان أشبه بصينية كنافة بالكريمة الدسمة ،  فعلى سبيل المثال جاءت  جملة ، الرؤية الايجابية لانخفاض اسعار الفائدة خلال الفترة القادمة ، مع ان البنك المركزى هو من رفع الفائدة الى 18.25 % ،والتى جاءت بسببه الشهادتين ، وسعر الفائدة للمركزى  مقارب لنفس أسعار الفائدة المتناقصة أو الثابتة للشهادتين .
كما أن قرار لجنة السياسات النقدية أكدت أن سبب رفع الفائدة 2 % ، للسيطرة على الارتفاع الكبير للتضخم ، اذن أين التفاؤل بخفض الفائدة ؟.
وأضاف بيان الأهلى ومصر ،  مع الانخفاض التدريجى المتوقع فى معدلات التضخم ، و مع استقرار الاسواق فى ظل المتغيرات الدولية و المحلية و سياسة البنك المركزى المصرى لاستهداف التضخم ، جاء قرار اصدار الشهادتين .
طبعا محدش يسأل هما جابوا حالة التفاؤل منين ؟ لأنى ما أعرفش سرها ، وربما من كتب البيان كان إفطاره على مائدة افطار عامرة بما لذب وطاب من خيرات الله جعلت روح التفاؤل عنده مرتفعة .
الخلاصة أن الشهادة الثابتة هى  نفسها المتناقصة  ، وكلها تدور فى قال متوازى ومتساوى ، ولكنها اختراعات أو فذلكة بنكية .

سيبك من شغل كنافة الكريمة ولا كنافة الكاستر الشعبية فى البنوك الحكومية ، وتعالى شوف كنافة النوتيلا بالمكسرات بتاعت الأغنياء اللى عملها   البنك التجارى الدولى CIB ,  وهى شغل المعلم الكبير هشام عز العرب رئيس البنك ، ودى خبير ومحترف فى شغل العمل المصرفى ومالوش فى شغل الصوانى وقرر يسترد المليارات التى تم تحويلها من البنك العام الماضى ،  فقام باصدار شهادة بلاتينية بفائدة 22 % وتصرف شهريا ، ولكن الحد الأدنى لها 3 مليون جنيها ، بما يعنى أنه لا ينظر للفكه ،  وإنما  يستهدف أصحاب الملايين  .
وربما يفكر عزالعرب فى اصدار شهادة أخرى بحد أدنى مليون جنيها ، وبفائدة 20 % ثابتة ، ولمدة ثلاث سنوات ، وهى تغرى شريحة كبيرة ممن يملكون ودائع بشهادات البنوك الحكومية التى تنتهى هذه الأيام .
ولأن مائدة رمضان مازالت عامرة فهناك بعض الأفكار لاصدار شهادة مدتها عام وبفائدة مرتفعة أيضا .
المقصود من حركة شهادات الكنافة البنكية هى الأكل وليس البحلقة ، بمعنى انك تربط أموالك بشهادات متاحة الأن ، وربما لن تتكرر ، وهو أسلوب تخويف لمن لا يملك حيلة فى التفكير بوضع الجنيه وقيمته المستقبلية ، وهى بحلقة أصحاب الفكر ، الذين يعلمون حقيقة الوضع الاقتصادى ، وقيمة الجنيه أمام العملات الأجنبية ، وتقييم الجنيه عالميا فى العقود الآجلة .
الوضع الآن فى مائدة البنوك أن تأكل المتاح ، ولا تبحلق فى القادم ، واحنا اللى بنطبخ الأكل ونعرف نطلعه امتى ، الحق اشترى الشهادات دلوقتى وما تفكرش فى الشهادات الجاية  !!.
دى حركات معلمين طبخ ولا مصرفيين محترفين !!

رمضان كريم

Related posts

المشاط تستعرض علاقات التعاون الاقتصادى مع مبادرة فريق أوروبا

عاجل| ڤاليو وبوسطة يتعاونان لتعزيز الحلول اللوجستية لأصحاب المتاجر الإلكترونية والأفراد

عاجل| المركزي المصري يوافق على إنشاء فرع لبنك استاندرد تشارترد فى مصر