الرئيسية » أيمن الشندويلي يكتب : حسن عبدالله لن يغرد خارج السرب

أيمن الشندويلي يكتب : حسن عبدالله لن يغرد خارج السرب

by أيمن الشندويلي

بعيدا عن توقعات خبراء الاقتصاد المحليين وشركات السرب الواحد التى أكدت أن اجتماع لجنة السياسة النقدية بالبنك المركزى المصرى غدا ستثبت الفائدة .

 قرار البنك المركزى المصرى ليس له علاقة وطيدة بقرار الفيدرالى الأمريكى ، لأن المركزى المصرى استبق الأمريكى برفع الفائدة 2 % ، قبل ان يرفع الأمريكى الفائدة ربع بالمائة .بعكس البنوك الخليجية التى ربطت نفسها بقرار الاحتياطى الفيدرالى الأمريكى ، ولكن فى مصر الوضع مختلف فالبنك المركزى المصرى يربط نفسه بالحكومة ، وعلى تواصل دائم مع الحكومة ومعظم الاجتماعات المالية يحضرها حسن عبدالله مخافظ البنك المركزى وأحد نائبيه ، وخاصة فى قرارات الافراج الجمركى وعمليات الاستيراد التى تحتاج توفير عملة أجنبية .

ثانيا هناك ارتباط بين المركزى المصرى وتوجهات الحكومة سواءا فى عمليات تخفيض قيمة العملة ( الجنية) ، أو التضخم الكبير فى الأسعار ، مع الفرق الشاسع بين قيمة الجنيه بالبنك ، وفى السوق السوداء وفى سعر العقود الآجلة . كل ذلك يجعل الإرتباط أكثر تعقيدا ، وبالتالى فإجتماع لجنة السياسة النقدية بالبنك المركزى المصرى مجرد تحصيل حاصل وقراراتها معروفة أو بالأحرى متوقعة مع توجهات الحكومة والقرارات الاقتصادية الأخيرة تشهد على تثبيت الفائدة .

لذا فإن حسن عبدالله محافظ البنك المركزى المصرى لن يغرد منفردا خارج السرب ، لأن ارتباط البنك المركزى مع المجموعة الوزارية الاقتصادية جعل من حسن عبدالله جزءا من السرب وليس قائدا له ، وبالتالى لن يغرد خارج السرب ، وبالتبعية فإن قرارات لجنة السياسة النقدية باتت واضحة للمحللين ( نص اللبه) ، وليس الخبراء الحقيقيين .

المعروف أن توجهات الحكومة تسير الآن فى تعطيل شروط صندوق النقد الدولي والبند الخاص بتحرير سعر صرف الجنيه ، لأن هذا معناه ارتفاع التضخم والأسعار بشكل كبير لا يستطيع المواطن احتماله ، لأن ما اتخذ من قرارات شبيهة سابقة حولت حياة الناس لمعاناة وباتت دخولهم لا تكفى احتياجاتهم .

ثانيا وهو الأهم من معاناة المواطن هو اقتراب الانتخابات الرئاسية والتى تجرى العام القادم ، ويبدأ التحضير لها فعليا فى سبتمبر من العام الحالى ، والحوار الوطنى الجارى الأن هو محاولة لتخفيف القيود و”اصلاح محتمل” فى الحياة السياسية والاقتصادية ، و” مواربة ” لباب الحريات المغلق ، مع التخفيف الجزئى عن المعاناة المعيشية للمواطن .

هذه الأمور واضحة وتجعل من قرارات اللجان متوقعة ، كما نتوقع نظرة شفقة من الحكومة الفترة القادمة ، ربما لا تكون ارادة أكثر منها سياسة .

أما باقى شروط صندوق النقد الدولى فالحكومة بدأت تأخذ خطوات ايجابية مع عمليات الأطروحات ، وظهر ذلك ببيع 10 % من حصة الحكومة فى الشركة المصرية للاتصالات ، وبيع 5 % للعاملين ، اضافة لتحرك البنك المركزى المصرى بشكل جاد فى بيع المصرف المتحد ، وأعلن اليوم قراره بتعيين بنك باركليز مستشار مالى دولى فى عمليات البيع وليس التخارج كما ذكر بيان البنك ، لأن التخارج يكون من نسبة ليست حاكمة ، بينما البنك المركزى يملك الحصة الحاكمة للمصرف المتحد .

ويبقى تخارج الجيش من الاقتصاد محل نقاشات بعد الموافقة على طرح شركات جديدة بجانب شركة وطنية للوقود ، وشركة صافى للمياه الطبيعية .

 

You may also like