أيمن الشندويلي يكتب عن : دولارات التعليم المنهوبة فى مصر

ايمن الشندويلي

سعدت بقرار الحكومة المصرية الذى ينص على أنه يتعين على الأجانب المتقدمين للإدارة العامة للجوازات والهجرة والجنسية، للحصول على حق الإقامة للسياحة أو لغير السياحة، تقديم إيصال يفيد قيامهم بتحويل ما يعادل رسوم (الإقامة – غرامات التخلف – تكاليف إصدار بطاقة الإقامة) من الدولار أو ما يعادله من العملات الحرة إلى الجنيه المصري من أحد البنوك أو شركات الصرافة المعتمدة. وكنت أتمنى أن يكون التغيير بالبنوك الحكومية وشركات الصرافة التابعة لها فقط .

وأعطى القرار الأجانب المقيمين بالبلاد بصورة غير شرعية فرصة لتوفيق أوضاعهم وتقنين إقامتهم شريطة وجود مُستضيف مصري الجنسية، وذلك خلال ثلاثة أشهر من تاريخ العمل بهذا القرار، مُقابل سداد مصروفات إدارية بما يعادل ألف دولار تودع بالحساب المخصص لذلك وفقًا للقواعد والإجراءات والضوابط التي تحددها وزارة الداخلية .
وبذلك تحول تفكير الحكومة من جيوب المصريين الى جيوب المستفيدين من مصر ويتمتعون بالدعم الحكومى لمواطنيها .
وبحسبة عدد المقيمين الأجانب والعرب والذى يزيد عددهم عن 6 مليون مقيم فالدخل السنوى للدولة بالدولار يصل الى 6 مليار دولار وهى تزيد عن كل قيمة الشركات والبنوك والأصول المطروحة للبيع ، ويوازى ثلثى دخل مصر من قناة السويس ، وضعف قرض مصر الأخير من صندوق النقد الدولي والذى الزم مصر بشروط الخراب وليس الاصلاح مثل تخفيض قيمة العملة وبيع الأصول والغاء الدعم النهائى .

والتفكير فى هذا الاتجاه سيجلب الدولارات التى نحتاجها بدلا من الاقتراض المحمل بالفوائد والذى يمثل ضغوطا شديدة على ميزانية الدولة .
يمكن للحكومة فتح ملف مليارات الدولارات التى يتم تحصيلها من الطلبة الأجانب والمصريين الدارسين فى الجامعات الخاصة ، وإصدار قرارا يلزم هذه الجامعات بإيداع هذه الأموال فى بنوك حكومية ويتم تغييرها الى العملة المحلية وفى حالة الاحتياج الضرورى لهذه الجامعات للدولار يتم توفيرها بالقدر المطلوب .
ونفس القرار ينطبق على المدارس الأجنبية والخاصة العاملة فى مصر ، والزامها بدفع الأجور للأجانب بالجنيه المصرى لأن هم مقيمين وينفقون بالجنيه داخليا أو حصولهم على نسبة من الأجر بالعملة الأجنبية .
ولابد من إعادة النظر فى قرار توفير البنوك الحكومية الدولار او اليورو للدارسين المصريين بالخارج ، وخاصة لطلاب الثانوية العامة الذين حصلوا على درجات متدنية ويلجأون لجامعات خارج البلاد ، فهل تكافؤهم الدولة على فشلهم ويكونون عبء عليها بعد عودتهم ؟
التفكير الصحيح كلنا نشجعه وندعمه ، ويجعلنا نفكر مع الحكومة وليس ضدها .

Related posts

المشاط تستعرض علاقات التعاون الاقتصادى مع مبادرة فريق أوروبا

عاجل| ڤاليو وبوسطة يتعاونان لتعزيز الحلول اللوجستية لأصحاب المتاجر الإلكترونية والأفراد

عاجل| المركزي المصري يوافق على إنشاء فرع لبنك استاندرد تشارترد فى مصر