الرئيسية » انتبه.. صحتك فى “اقتصادك”

انتبه.. صحتك فى “اقتصادك”

by Global Econome

بقلم :

الدكتور محمود عطية

يبدو أن حكومات العالم تتغافل عن أهمية العامل الاقتصادى فى حياة شعوبها وتأثيره على تمتع الأفراد بصحة نفسية عالية.. والصحة النفسية فى أحد تعاريفها هى قدرة الإنسان على التكيف والتعامل مع الظروف الطارئة والمرونة حيال بلاءات الحياة والقدرة على تحمل المضايقات اليومية..وبفقدان المرونة النفسية والعقلية للأفراد لا يتأثر الفرد فقط بل ما ينتجه الفرد من عمل ومن سلوكيات ويتبدى تأثير ذلك على الاقتصاد ومؤشراته ورفاهية الحياة.
فتقدر مثلا منظمة الصحة العالمية أن الاكتئاب والتوتر نتيجة اعتلال الصحة النفسية للأفراد يكلفان الاقتصاد العالمي تريليون دولار سنويًا، خاصة في ظل تقديرات المنظمة بإصابة نحو 300 مليون شخص حول العالم بالاكتئاب الذي تعده بمثابة “إعاقة” في بعض الحالات..ومع مئات الملايين الآخرين الذين يعانون التوتر الذي يعيق العمل بصورة سليمة، يصبح التمتع بصحة نفسية وعقلية سليمة في العمل حيويًا ليس فقط من أجل الصحة العالمية والخاصة فحسب ولكن من أجل نمو اقتصادي أفضل أيضًا.
وكلما زاد وتفاقم الوضع الاقتصادى فى دولة ما، تزداد نسب الاعتلال النفسى وتدهور الصحة النفسية وربما تتفسخ العلاقات الأسرية وتزداد نسب الطلاق ..واظن هذا مقلق جدا من الناحية الاقتصادية ، وقد قدر تقرير حديث صادر عن كلية لندن للاقتصاد ومؤسسة الصحة العقلية أنه قبل جائحة كوفيد 19 ، أدت ظروف الصحة العقلية إلى تكاليف مجتمعية تبلغ حوالي 5٪ من الناتج المحلي الإجمالي للمملكة المتحدة (GDP). 118 مليار جنيه إسترليني سنويا. بما في ذلك إيذاء النفس ، وقد زادت بعد الجائحة هذه التكاليف إلى أكثر من 125 مليار جنيه إسترليني سنويا.
ووفقا لأحد مستشارى الطب النفسى قال إن الأزمة العالمية التى سببها الرئيسى الحرب الروسية الأوكرانية وما سببته فى أحد تجلياتها من أزمة اقتصادية حول العالم، أوقعت تأثيرات كبيرة على الصحة العقلية والنفسية ، ولذلك خبراء علم النفس فى الجمعية الأمريكية لعلم النفس، قدموا عدة نصائح يمكن أن تساهم فى تقليل آثار تلك الأزمة، منها توجيه الشعوب إلى الاستغناء عن الكماليات والرفاهيات وعدم اللجوء إلى القروض أو الديون.
وعلى الدول والحكومات توجيه برامج رعاية للتعامل مع الأزمات الاقتصادية والضغوط الحياتية ..ودور الإعلام شديد الأهمية فى التوجيه والإرشاد وإفصاح الوقت للأطباء النفسين والمعالجين النفسيين لتوجيه خطاب عقلانى للجماهير للتعامل الناضج مع متغيرات وتقلبات الحياة خاصة فى أيامنا هذه ونحن نواجه اعنف ظروف اقتصادية مربكة للحكومة وللشعوب وربما تفقد الحكومات صحتها النفسية وتلجأ للاستدانة مما يعنى تكاليف اقتصادية أكثر على شعوبها يهز صحتها النفسية.

You may also like