الدوحة – مني السيد
نظمت جامعة جورجتاون في قطر امس “الندوة الإقليمية لأفغانستان: مواجهة المأزق” لتبادل الأفكار والحوار بين الخبراء والباحثين والممارسين من جميع أنحاء العالم حول التحديات المعقدة التي تواجه أفغانستان والمناطق المجاورة لها، وطرح وجهات نظر جديدة لصياغة حلولٍ مستدامة لها.
وتعد الندوة، وهي إحدى فعاليات سلسلة “حوارات” التي أطلقتها الجامعة مؤخرا، فرصة لاستشراف جهود صناع القرار والأطراف المعنية، ومشاركة عموم الجمهور لتبادل الخبرات والمعلومات والآراء ومختلف وجهات النظر وإلقاء الضوء على التحديات الحالية، وصياغة مسارات جديدة لمستقبل أفغانستان للخروج من مأزقها الحالي.
وفي هذا الصدد أوضح الدكتور صفوان المصري عميد الجامعة أن جورجتاون أطلقت مجموعة من الندوات والحلقات النقاشية ضمن سلسلة “حوارات” بدأت بندوة حول الغزو الأمريكي للعراق ثم أخرى حول الإسلاموفوبيا ورهاب الإسلام بهدف وضع تصور عام وفهم أعمق للأوضاع، والتخطيط لمستقبل أفضل ، وكذلك الجمع بين الخبراء والمختصين والسياسيين وعموم الناس لبحث القضايا المهمة و التحديات الآنية والمستقبلية وإنشاء فضاء يمكّن الشمال العالمي والشمال الجنوبي للقاء في حوار مفتوح.
وأشار إلى أهمية دور الوساطة الذي لعبته وتلعبه دولة قطر في أفغانستان رغم استمرار الأزمة الاقتصادية والإنسانية هناك وزاد عليها الزلزال المدمر الذي ضرب شمال أفغانستان مؤكدا أن الدعم الخارجي الإنساني رغم أهميته لا يمكن أن يكون كافيا للتعامل مع ما تحتاجه من أزمات داخلية واحتياجات استراتيجية وأن على المجتمع الدولي القيام بمسؤولياته تجاه تعافي الشعب الأفغاني.
وأوضح الدكتور صفوان المصري أن الجامعة بدأت سلسلة “حوارات” كحملة من النقاشات لتبادل العلم والمعرفة والخبرات بين المشاركين من الخبراء والأكاديميين والعلماء والمسؤولين والإعلاميين للتصدي لجميع التحديات الماثلة ولبحث مستقبل أفغانستان الذي يواجه تحديات جسيمة منوها إلى أن التعليم واحد من المشكلات التي تواجهها الدولة هناك وتؤثر بشكل كبير على المجتمع الهش بالأساس خاصة وأن التعليم هو الدافع نحو المستقبل الأفضل والتنمية والتمكين.
وشدد على الحاجة الماسة إلى التزام سياسي دولي وإرادة سياسية فاعلة لتغيير الواقع الذي يحرم المرأة والفتيات من التعليم منبها إلى أن هذا الإبعاد لا يعزز السلام والاستقرار ،فانهيار المنظومة التعليمية من أسباب انتشار العنف وتعميق الخلافات، لذا لابد من توفير التعليم وعلى شكل متساوٍ بين المرأة والرجل وألا تحتوي الكتب الدراسية على مناهج تؤجج الصراع وتشق الصف وتعزز التعصب والخلاف بين النسيج الوطني الواحد.
ودعا عميد جامعة جورجتاون في قطر إلى أن يكون التعليم جسرا لنبذ الخلافات والعداوات بين المجموعات المختلفة ووسيلة لتجانس المجتمع خاصة في أماكن النزاعات مشيرا إلى أن بناء المدارس ليس كافيا لتحقيق التغيير المطلوب بل الحاجة تمتد إلى إتاحة فرص التعليم للجميع والتخطيط السليم للمستقبل.
ومنذ استعادت حركة طالبان السلطة في عام 2021، تحولت العلاقة بين أفغانستان والمجتمع الدولي إلى علاقة معقدة ومتوترة وشكلت مأزقًا دارت حوله مناقشات الندوة التي استعرض فيها الأكاديميون والخبراء على الأرض تلك التحديات على العديد من الأصعدة.
وتضمنت الندوة مجموعة من الجلسات النقاشية حول “التعليم في أفغانستان: التحديات المنهجية”، و”أفغانستان كما يتخيلها الأفغان”، و” التقارير الإخبارية من مناطق النزاع: قدرة وسائل الإعلام في أفغانستان على الصمود”، و”تغير المناخ وإدارة الموارد الطبيعية”، كما تخلل الندوة عرض فيلم وثائقي بعنوان “سيمفونية الشجاعة” سلط الضوء على القصص والحكايات الإنسانية هناك.
وتجمع سلسلة “حوارات” بين العلماء والخبراء والجمهور لاستكشاف التحديات العالمية المشتركة من أجل إيجاد مستقبل أفضل من خلال الحوار والمناقشات وتوفر كل ندوة من “السلسلة” مساحة شاملة تشجع على المشاركة المجتمعية وخلق المعرفة والبحث عن حلول مبتكرة للتحديات الحالية والمستقبلية.
