رحيل امبراطورة تجارة السيارات في مصر

تسيطر على تجارة السيارات فى مصر، امبراطوريتان ، الأولى ( المصرية للسيارات ) ، والثانية ( أوتو سمير ريان ) ، وتتحكم الامبراطوريتان فى هذه التجارة منذ سنوات ، ولذا فكل الوكالات العالمية تسعى لكسب ود الامبراطوريتان المتنافستان على كعكة مبيعات السيارات فى مصر .

إمبراطورية المصرية للسيارات

تعرفت على شادى ريان من خلال صديق مشترك هو الفنان شريف خيرالله وكنت وقتها محرر فنى لجريدة الأخبار ، وصارت بيننا علاقة ود ومحبة ، وعندما توليت رئاسة تحرير أخبار السيارات تعرفت عن قرب بصاحب الامبراطورية الحاج أحمد ريان ، فالرجل تاجر بمعنى الكلمة يعرف طرق التجارة الخفية عن الآخرين ، ويخطط لتوسعاته بشكل احترافى من خلال افتتاح أفرع للمصرية بعيدا عن مصر الجديدة والمعادى.

وبالفعل كون أحمد ريان فريق قيادى من المبيعات وأعطاهم مسئولية إدارة الأفرع ، وخلال فترة وجيزة انتشرت المصرية للسيارات فى محافظات مختلفة منها الإسكندرية وطنطا والمنصورة وأسيوط والجيزة والغردقة ، وغيرها ، وبات اسم المصرية عنوان لتجارة السيارات .

وفى قمة النجاح والتوسع، توفى الحاج أحمد ريان ، وبين الصدمة والخوف كان شعور المشيعون ، فالصدمة على رجل محبوب ، والخوف على مستقبل هذه الامبراطورية من الضياع ، لأن شادى أو محمد مازال فى سن الشباب ولم يكن بالخبرة الواسعة لوالده رغم عمله معه ، وكذلك مى الابنة الكبرى التى كانت تمارس العمل بشكل جزئى ، ولم تمر أيام حتى تولى شادى رئاسة مجلس الادارة ومي منصب النائب ، وتجاوزت الامبراطورية الأحزان ، وحققت نجاحات إضافية فى زيادة عدد الأفرع بكل محافظات مصر ، و الحصول على توكيلات عديدة وفتح مراكز صيانة فى أبورواش وأماكن مختلفة ، وأصبح «شادى» وليا للعهد قادر على أن يكون نجما فى تجارة السيارات .

إمبراطورية أوتو سمير ريان 

سمير ريان هو الشقيق الأصغر لأحمد ريان ، وهو مختلف تماما فى طريقة تفكيره وأسلوب إدارته عن شقيقه الذى عمل معه فى بداية حياته وتعلم منه فن هذه التجارة ، ولكن سمير له تركيبة شخصية خاصة ، مفرداتها تنصب بكونه إبنا بارا بوالدته ، وكانت الأم بالنسبة له هى كل الحياة ، ومصدر الرزق له ولأخيه ، فهى الامبراطورة الحقيقية لهذه الكيانات العظيمة والمسيطرة على تجارة السيارات فى مصر .

سمير ريان ، قرر الانفصال عن أخيه ليكون له تجارته الخاصة بمفهومه وعقليته الخاصة ، وكانت رفيقة المشوار بالبركة والدعاء هى الأم التى انتقلت مع ابنها للإقامة معه فى شقة بالمساكن التى توجد بها المعارض الآن ، والمجاورة لنادى المقاولون العرب ، وهى التى شجعته على التجارة وقامت بتحفيزه على الاتصال بالوكلاء وكانت البداية بسيارة ، وبالفعل كانت نقطة الانطلاق سيارة وحيدة كانت أسفل العمارة ، والابن يظل يعمل طوال النهار حتى منتصف الليل ، والأم تقوم الليل للصلاة والتسابيح والدعاء للابن ، والنظر من الشباك لحراسة السيارة ، ثم بيعت السيارة ومن خلفها سيارات ، ثم تم استئجار محل أسفل العمارة ليكون هو بداية الشركة الوليدة.

وكانت سياسة سمير ريان، البيع بهامش ربح بسيط ، ثم الاتفاق مع تجار المستعمل للتواجد معه لمن يريد استبدال سيارته ، وانتعشت التجارة لثقة العملاء وأصبح المحل مجموعة محلات للعرض ، ثم زادت المبيعات بشكل كبير ، فأصبح لأوتو سمير ريان مخازن ضخمة خلف نادى المقاولون العرب ، وسرعان ما أصبحت جميع المحلات فى نفس المكان صالات عرض لمعظم توكيلات السيارات فى مصر ، ومخازن أخرى فى نفس المنطقة تتسع لآلاف السيارات ، ومكاتب لمعظم البنوك التى تقسط للعملاء ، وشركات تأمين ، حتى وصل أخيرا ليكون سمير ريان رقم واحد فى التجارة وتصبح الامبراطورية الكبرى التى بها صالة جديدة لأفخم أنواع السيارات وأغلاها سعرا .

مع كل ذلك بقيت الأم هى الحارس الأمين بالدعاء للابن الذى يقبل يديها ليلا ونهارا ، ولا يتناول طعامه إلا معها .

وفى هذه الفترة كان لولي العهد والحفيد أحمد سمير ريان، دورا مع والده بجلس معه ليلا ونهارا مثل موظف صغير يشرب المهنة ويتعلم من الأخطاء حتى صار مخضرما .

يرفض سمير ريان أن تكون له أفرع أخرى لأنه حريص على التواجد بنفسه والتعرف على العملاء وترضية الزباين وحل المشكلات ، لدرجة أن العملاء لا يعرفونه من بين جيش العاملين لبساطته .

ساعتان فى الصباح، يجتمع «الحاج سمير» مع كل الموظفين ويناقشهم ويعطى لهم التعليمات ، ويقدم لهم دروسا في التجارة ، والتغلب على مشكلات السوق ، وهى فن يحرص عليه يوميا .

فجأة وصلتنى وأنا فى المصيف رسالة على الواتس من صديقى الغالى سمير ريان تخبرنى بوفاة الأم ، الامبراطورة الحقيقية لأوتو سمير ريان ، ومن قبله لامبراطورية المصرية للسيارات لإبنيها الحاج سمير ريان و الراحل أحمد ريان .

كم كنت أشتاق لوداع الامبراطورة التى يعتبرها الجميع أما له، أو كما كتب العاملون مع سمير ريان نعيهم لها .

رحم الله الفقيدة وجعل مرقدها فى الجنة ، وخالص عزائى إلي صديقي الغالي الحاج سمير ريان ، والصديق  شادى أحمد ريان، و أحمد سمير ريان، و مى أحمد ريان ، ونوران احمد ريان ، و ساره سمير ريان .

Related posts

المشاط تستعرض علاقات التعاون الاقتصادى مع مبادرة فريق أوروبا

عاجل| ڤاليو وبوسطة يتعاونان لتعزيز الحلول اللوجستية لأصحاب المتاجر الإلكترونية والأفراد

عاجل| المركزي المصري يوافق على إنشاء فرع لبنك استاندرد تشارترد فى مصر