الرئيسية » صناديق سوق المال الأمريكية تستحوذ على الودائع المسحوبة من البنوك

صناديق سوق المال الأمريكية تستحوذ على الودائع المسحوبة من البنوك

by اسلام مؤمن

مصائب قوم عند قوم فوائد ، هذا ما يحدث فى أمريكا بعد أزمة القطاع المصرفى ، فقد انتقلت أموال الودائع للأمريكيين من البنوك الى صنادبق سوق المال والتى ارتفعت بشكل كبير جدا هذا الشهر .  وذكرت وسائل اعلام  أمريكية  بيانات حديثة عن أموال صناديق سوق المال الأمريكية ، والتى  استقبلت أكثر من 286 مليار دولار خلال شهر مارس الحالى  وحتى الآن مما رفع رصيدها لأكثر من 5 تريليون دولار ، ، ويتزايد أعداد المستثمرين لسحب ودائعهم من البنوك على خلفية أزمة القطاع المصرفي في الولايات المتحدة.

وتعد مؤسسات جولدمان ساكس وجيه بي مورجان تشايس وفيديليتي هم أكبر الرابحين من تدفق أموال المستثمرين على صناديق سوق المال الأمريكية خلال الأسبوعين الماضيين، في وقت أثار فيه انهيار اثنين من أكبر البنوك بالسوق الأمريكي وصفقة الإنقاذ لـكريدي سويس مخاوف كبرى بشأن سلامة الودائع البنكية، وفق صحيفة فايننشال تايمز البريطانية.

وأظهرت البيانات استقبال صناديق الأموال الأمريكية لـجولدمان ما يقرب من 52 مليار دولار، بزيادة قدرها 13 بالمائة، منذ 9 مارس الماضي، أي قبل يوم من استحواذ السلطات الأمريكية على بنك سيليكون فالي.

وفي المقابل، استقبلت صناديق أموال جيه بي مورجان ما يقرب من 46 مليار دولار، فيما استقبلت صناديق أموال فيديليتي تدفقات بلغت قرابة 37مليار دولار، وفق بيانات مؤسسة iMoneyNet ، وهي مزود عالمي رائد لبيانات صناديق سوق المال.

وعادة ما تمتلك صناديق أسواق المال أصولا منخفضة المخاطر للغاية يسهل شراؤها وبيعها، بما في ذلك ديون الحكومة الأمريكية قصيرة الأجل.

وتعتبر العائدات المتاحة على هذه الأصول هي الأفضل الآن منذ سنوات، إذ أنها ترتفع مع أسعار الفائدة، والتي بدورها ارتفعت إلى أعلى مستوياتها في 15 عاما من قبل مجلس الاحتياطي الفيدرالي (البنك المركزي الأمريكي)، في إطار سعيه لإحكام السيطرة على التضخم.

وكان صافي التدفقات المالية أقل حجما في يناير وفبراير الماضيين، مما مهد الطريق لأقوى ربع سنوي لصناديق الأموال الأمريكية منذ تفشي جائحة كورونا قبل ثلاث سنوات، فيما تسارعت وتيرة التدفقات في الأسبوعين الماضيين، خاصة من كبار المودعين الذين يبحثون عن ملاذات آمنة.

وفي حين وافق المسؤولون الأمريكيون على دعم جميع الودائع في بنكي سيليكون فالي وسيجنتشر، اللذين انهارا بالتزامن مؤخرا، إلا أنهم لم يضمنوا الودائع التي يزيد مقدارها عن 250 ألف دولار في مؤسسات أخرى.

وقال أشيش شاه، كبير مسؤولي الاستثمارات في إدارة الأصول بـجوردمان ساكس: “نشهد تحولات في صناديق أسواق المال من قبل كل شريحة من المستثمرين”.

وأضاف شاه “بالنظر إلى التقلبات التي نشهدها في السوق، يتعين على كل مستثمر أن يسأل نفسه: هل يتطابق ملف تعريف المخاطر النقدية الخاص بي مع ملف المخاطر العامة؟.. وهل أنا متنوع بدرجة كافية بين الخيارات أم لا؟”.

وساهمت زيادة التدفقات المالية هذا الشهر في دفع الأصول الإجمالية في صناديق الأموال إلى مستوى قياسي بلغ 5.1 تريليون دولار الأربعاء الماضي، وفق بحث أجراه بنك أوف أمريكا.

وتظهر البيانات أن الأموال تتدفق على وجه التحديد إلى الصناديق التي تحمل ديونا حكومية أمريكية، التي تعتبر أكثر الوجهات أمانا، بينما ما يسمى بالصناديق الرئيسية، التي تحتفظ بالديون المصرفية وأوراق الشركات، كان حجم التدفقات عليها أقل.

وقالت سارة ديفيرو، الرئيسة العالمية لإدارة الدخل الثابت في مجموعة فانغارد: “لقد شهدت صناديق سوق المال تدفقات كبيرة في الأسابيع الأخيرة، مع أكبر التدفقات ذهبت إلى صناديق سوق المال الحكومية، ويرجع جزء من ذلك إلى التوجه نحو الجودة بعد حالة الذعر التي رافقت انهيار بعض البنوك، وكذلك لأن عائدات سوق المال جذابة للغاية في الوقت الحالي”.

واستقبلت مجموعة فانغارد تدفقات مالية بلغت قرابة 12 مليار دولار، مما يضعها في المرتبة السادسة خلف الثلاثة الأوائل ،  إضافة إلى تشارلز شواب،  وفيدريتد هيرميس.

وكانت بيانات صادرة عن الاحتياطي الفيدرالي الجمعة الماضي، قد أظهرت انخفاض ودائع البنوك في الأسبوع المنتهي في 15 مارس الجاري، من 17.6 تريليون دولار إلى 17.5 تريليون دولار، وانخفاض الودائع في البنوك الصغيرة من 5.6 تريليون دولار إلى 5.4 تريليون دولار.

وحذر نيل كاشكاري، رئيس مجلس الاحتياطي الفيدرالي في مينيابوليس، من أن الضغوط التي يشهدها القطاع المصرفي جعلت الولايات المتحدة “أقرب إلى الركود”.

وقال كاشكاري إن “ما هو غير واضح بالنسبة لنا هو إلى أي مدى قد تؤدي هذه الضغوط المصرفية إلى أزمة ائتمانية واسعة النطاق”.

You may also like