عاجل | أسباب الفشل الأفريقي فى الصلح بين روسيا وأوكرانيا

النوايا الأفريقية لم تكن كافية لرأب الصدع بين موسكو وكييف ، أو حتى التهدئة تمهيدا لوقف القتال ، فلم يرزق الوفد الأفريقى رفيع المستوى  على نواياه الطيبة ، وإنما قوبلت مبادرته بالرفض من أوكرانيا أولا  ، قبل أن يؤكد بوتين المخضرم بأنها طيبة ولكنها صعبة التحقيق ، ثم ألقى الكرة فى ملعب الغرب الذى كان سببا فى الحرب والتى تديرها كييف نيابة عنهم ، ولذا فهى حرب بالوكالة .

والحقيقة أن مهمة الوساطة الأفريقية أحاطتها أسوار الفشل ، وكان يجب أن تكون على المستوى الوزارى وليس الرئاسي ، فهل تم تمهيد الأرض للمبادرة الأفريقية بمندوبين وفرق طرق الأبواب الدبلوماسية لصياغة المبادرة بشكل متقارب مع الطرفين .

وهل الزعماء الأفارقة كانوا يتوقعون التهليل والترحاب بمبادرة لم تطرح على الخصمين أولا ، وكانت النتيجة محبطة لمجهود شاق لم يثمر عن شيء.

زيلينسكى المدعوم باليمين الأمريكي ، وباليسار الأوروبي ، كان مصابا بغرور الزعامة وهو يتحدث مع الزعماء الأفارقة ، وكأنه المنتشى بثوب النصر ، عندما أخبرهم بأن الانسحاب الروسى من الأراضى الأوكرانية المحتلة أولا قبل مناقشة بنود المصالحة ، ورد عليه بوتين بأن ما على الأرض هو الواقع ويجب إقراره وتجاوزه فى أى مفاوضات ، ويقصد المناطق الخمس التى تسيطر عليها روسيا وتدير أربعة منها فعليا .

وجلس بوتين مع رؤساء الوفد الأفريقى فى صالون ملحق بقاعة الاجتماعات ، وبالدهاء السياسى أخذ بوتين قيادة الحديث الى منحنى أخر ، فى أهمية العلاقات الروسية الأفريقية ، وأن الحرب لم تكن هى السبب الوحيد لأزمة الغذاء فى أفريقيا ، لأن الدول الغربية الغنية هى من استحوذت على سلة الغذاء وقت الأزمة ، ولم تكن الحبوب المصدرة من أوكرانيا هى السبب ، خاصة وان موسكو سمحت بنقلها عبر البحر الاسود للعالم .

عملتوا اللى عليكم وماقصرتوا ، هكذا كان لسان حال بوتين وهو يتحاور مع الزعماء الأفارقة قبل ان يدخلوا الى قاعة الاجتماعات ليجدون النقاش بمسئولين روس أخرين بدون بوتين ، وهى رسالة فهمت من أهل السياسة القادمين من أدغال أفريقيا .

وفد الصلح الأفريقى أنهك نفسه ، عندما ذهب الى بولندا ، ليستقل منها القطار الى كييف ، فى رحلة شاقة مدتها 12 ساعه ، ثم الاجتماع الفاتر بالرئيس الأوكرانى ، ثم التوجه الى سان بطرسبورج ، حيث الشكر على النوايا ، وإختيار لغة دبلوماسية لرفض المبادرة ، بصعوبة تحقيقها .

رئيس الوزراء المصرى ألقى كلمة مصر خلال الجلسة،  أكد فيها ، دعم مصر القوى لجهود المُساهمة في تسوية الأزمة الروسية الأوكرانية. وأوضح أن هذا المسعى المُشترك اليوم يأتى إدراكاً من القادة الأفارقة لعُمق الأزمة وتداعياتها شديدة الوطأة على مواطني طرفي النزاع، والمواطن الافريقي على حد سواء، وسعياً لوضع حد للصراع العسكري المُحتدم الذي أودى بحياة أعداد وفيرة من العسكريين والمدنيين، ويستمر في الإلقاء بظلاله شديدة الخطورة على مُقدرات الشعوب وأمنها الغذائي، وهو الأمر الذي بات يتطلب  إنهاء الصراع القائم عبر الوقف الفوري لاطلاق النار وبما يُمهد الطريق لبدء مسار مفاوضات جاد.

وأوضح مدبولى أن بعثة الرؤساء الأفارقة جاءت إلى البلدين في ظل ظروفٍ بالغةِ الصعوبةِ والتعقيد، ولعلّ في ذلك دليلاً كافياً على أن هذا الجهد صادق، ويهدف للتوصل إلى تسوية شاملة ومستدامة لن تتأتى إلا بإعلاء صوتِ العقل، والنأي عن الاستمرار في استخدام لغة القوة.

واختتم مؤكداً أننا سوف نواصلُ جهدنا الإفريقي، تحقيقاً للهدف الأسمى لهذا المَسعى الصادق، وهو تحقيق السلام.

أما تصريحات بوتين فكانت دبلوماسية ، وكأن موسكو مهتمة بما حمله رئيس جنوب أفريقيا من أفكار ، وكانت أهم تصريحات بوتين فى هذه المقابلة كالتالى :

الغرب، وليس روسيا، هو المسؤول عن الارتفاع الحاد في أسعار الغذاء العالمية في أوائل العام الماضي والذي كانت الدول الإفريقية أكبر المتضررين منه.

 صادرات الحبوب الأوكرانية من موانئ البحر الأسود التي سمحت بها روسيا خلال العام الماضي لم تفعل شيئا للتخفيف من الصعوبات التي تواجهها إفريقيا مع ارتفاع أسعار المواد الغذائية لأن معظمها ذهب إلى الدول الغنية.

 روسيا لم ترفض أبدا إجراء محادثات مع الجانب الأوكراني، بل إن كييف هي من تمنع ذلك.

 موسكو منفتحة على الحوار البناء مع كل من يريد إحلال السلام على أساس مبادئ العدالة والاعتراف بالمصالح المشروعة للطرفين.

 

Related posts

المشاط تستعرض علاقات التعاون الاقتصادى مع مبادرة فريق أوروبا

عاجل| ڤاليو وبوسطة يتعاونان لتعزيز الحلول اللوجستية لأصحاب المتاجر الإلكترونية والأفراد

عاجل| المركزي المصري يوافق على إنشاء فرع لبنك استاندرد تشارترد فى مصر