يقام على أرض مصر أكبر معرض للتجارة البينة للدول الأفريقية وبمشاركة وفود حكومية وقطاع خاص ورجال أعمال من معظم أرجاء القارة السمراء ، حتى باتت أرض المعارض لا تكفى كل الأجنحة المشاركة من الدول ، فتم إنشاء قاعات آضافية تم تقسيمها للدول المشاركة ، كما شهدت قاعات المنارة المختلفة أكبر حشد للجلسات الاقتصادية الهامة فى كل ما يخص التجارة والتصنيع والتمويل بين الدول الأفريقية بعبدا عن استغلال الغرب لها ، ولتكون بداية للاستقلال الإفريقى فى التصنيع والتجارة والتصدير .
ووسط هذا الزخم الاقتصادى والذى يعج بتغطيات حية اعلامية من كل دول القارة جاءت مصر البلد المستضيف للمعرض ، وكأنها تؤدى واجب ، وليست صاحبة عرس أفريقي كبير يستحق الاحتضان والاحتفال به ، خاصة مع سياسة الانفتاح على الأسواق الأفريقية إستغلالا لاتفاقية التجارة الحرة الأفريقية .
رغم أن المعرض يقام تحت رعاية الرئيس عبدالفتاح السيسي ، وكان من المفترض أن يفتتحه الدكتور مصطفى مدبولي رئيس مجلس الوزراء نيابة عن الرئيس ، الا أن مدبولي أناب بدلا منه أحمد سمير وزير التجارة والصناعة ، لأن مدبولي كان فى معرض محلي أخر مع مجموعة من الوزراء .
ولم يكن غياب الاهتمام الحكومي فقط هو مثار التندر بين الحضور ، ولكن الغياب الأهم لاتحاد الغرف التجارية الذى يعتبر المعرض من اختصاصه الأول ، لأن الهدف من المعرض فتح الأسواق للمنتجات الأفريقية بين جميع الدول ، وهى المعروضة فى كل الأجنحة ، وتجار الغرف مهمتهم البحث عن أسواق جديدة بها ميزة التجارة الحرة بدون عوائق جمركية ، وهى متاحة على ارض مصر الأن ولوقت محدد ، اضافة الى البحث عن أسواق لمنتجات مصربة لهذه الدول .
ولم يكن غياب الغرف التجارية هو الآخر منفردا مع الحكومة ، ولكن غرفة الصناعة أيضا غابت ، وكأن الأسواق الأفريقية لا تعنيها بشيء ، وهم رجال الأعمال أصحاب المصانع ، الذين من المفترض أن تكون بؤرة اهتمامهم فتح أسواق جديدة فى إفريقيا ، أو البحث عن شراكات ، أو تمويل من البنك الإفريقي للتصدير والاستيراد أفريكسم بنك ، والذى يوقع يوميا على اتفاقيات دعم لشركات من الدول الافريقية بمليارات الدولارات .
عجبا على الفرص التى تأتينا على أرضنا ولا نقتنصها ، أو حتى نعطيها الاهتمام الكافي .
باقي ثلاثة أيام وينتهى عرس الاقتصاد والتجارة للدول الافريقية ، ومصر صاحبة الفرح حضرت كأحد المعازيم ، فهل تعوض الأيام القادمة ما ترك فى الأيام الأولي ، نتمني !!.