قال رئيس مجموعة البنك الأفريقي للتنمية، الدكتور أكينوومي أديسينا، إن أفريقيا ليس لديها عذر لتكون فقيرة، بما تبلغ قيمته 6.2 تريليون دولار من الموارد الطبيعية، و65% من الأراضي الصالحة للزراعة في العالم، وسكان شباب نابضين بالحياة. وقال إن القارة يجب أن تنظر إلى الداخل بشكل عاجل لحل تحدياتها العديدة وحث المواطنين على مساءلة الحكومات عن الفقر.
ووجه رئيس البنك هذه الدعوة في لاجوس حيث ألقى محاضرة تحت شعار “من أجل أن يحترم العالم أفريقيا“.
أن أفريقيا لا ينبغي أن تكون في الوضع الذي هي عليه اليوم، وحث دولها الغنية بالموارد على تعزيز الحكم الرشيد والشفافية والمساءلة وسياسات الإدارة السليمة لتغيير الأمور.
وقالأديسينا ، إنه بالنظر إلى الموارد الطبيعية الهائلة التي تمتلكها أفريقيا، يجب أن تصبح قارة تنمو ثروات شاملة وموزعة بشكل جيد، “وإذا تمكنا من إدارة مواردنا الطبيعية بشكل جيد، فلن يكون لدى أفريقيا أي سبب يجعلها فقيرة، فنحن لدينا 6.2 تريليون دولار من الموارد الطبيعية. فكيف إذن لا نزال فقراء في العالم؟ وأضاف أديسينا “نحن بحاجة ببساطة إلى النهوض، والقضاء على الفساد، وإدارة مواردنا بما يحقق مصلحة بلداننا وشعوبنا”.
استشهد رئيس البنك بكوريا الجنوبية، التي رفعت نصيب الفرد من ناتجها المحلي الإجمالي من 350 دولارا في ستينيات القرن العشرين إلى ما يقرب من 33 ألف دولار بحلول عام 2023. وقال أديسينا “هذا هو نوع القفزة الكمية التي نحتاج إليها. ويتعين علينا أن نسأل أنفسنا: متى سنحقق التحول الذي حققته كوريا الجنوبية، من دولة كانت ذات يوم في الطرف الأدنى من سلم التنمية إلى الدولة الصناعية الغنية التي هي عليها اليوم.أنا متفائل بشأن نيجيريا. وأنا متفائل بشأن أفريقيا. وأضاف “أنا أؤمن بأفريقيا”.
وقال أديسينا “إن أفريقيا تحتاج إلى السياسات الصحيحة والاستثمارات والبنية التحتية والخدمات اللوجستية والتمويل، ويجب علينا التأكد من أن هذا يقوده قوة عاملة تتمتع بمهارات عالية وديناميكية وشبابية .
وقال أديسينا إن أفريقيا يمكن أن تؤدي دورا قياديا ليس فقط في حل تحدياتها الخاصة ولكن أيضا التحديات العالمية، “وبينما يتعين علينا أن نتعامل مع قضايا التنمية الأساسية، يجب علينا أن نفكر بشكل استراتيجي ونحن نضع أنفسنا على الطريق نحو أن نصبح دولا غنية. ويجب على بلداننا أن تصبح مساهما كبيرا في الثروة العالمية وتمويل التنمية للآخرين”.
وسلط الضوء على تدخلات البنك الأفريقي للتنمية لدفع التنمية الشاملة في أفريقيا، بما في ذلك تعزيز الأمن الغذائي، إذ استثمر البنك الأفريقي للتنمية حوالي 8 مليارات دولار في الزراعة على مدى السنوات السبع الماضية، مما أدى إلى تحسين الأمن الغذائي لنحو 250 مليون شخص في جميع أنحاء القارة. وفي الرد على الغزو الروسي لأوكرانيا، الذي أدى إلى تعطيل إمدادات القمح والذرة إلى أفريقيا، وافق البنك بسرعة على إنشاء مرفق إنتاج الغذاء في حالات الطوارئ بقيمة 1.5 مليار دولار لبلدان في مختلف أنحاء القارة.
وقال أديسينا “اليوم، يدعم هذا المرفق 20 مليون مزارع في 36 دولة لإنتاج 38 مليون طن من الأغذية بقيمة 12 مليار دولار. إن هذا يزيد بثمانية ملايين طن عن 30 مليون طن من الأغذية التي تستوردها أفريقيا من روسيا وأوكرانيا”. وأضاف أديسينا “ولكن حتى ونحن نفعل ذلك، يجب علينا أن نفعل أكثر من مجرد إنتاج المزيد من السلع الغذائية والزراعية. إن تصدير السلع الخام هو الباب للفقر. إن تصدير المنتجات ذات القيمة المضافة هو الطريق السريع إلى الثروة”.
وقدم البنك الأفريقي للتنمية وشركاؤه 1.6 مليار دولار لتطوير 25 منطقة خاصة للمعالجة الصناعية الزراعية لدعم تجهيز القطاع الخاص وإضافة قيمة إلى السلع الأساسية في 15 دولة. وأطلق البنك هذا الشهر مع الشركاء تحالفا بقيمة 3 مليارات دولار للمناطق الخاصة للمعالجة الصناعية الزراعية لدعم تنمية هذه المناطق في 11 بلدا آخر.
وقبل مؤتمر الأمم المتحدة لتغير المناخ لعام 2023 الذي يبدأ اليوم 30 نوفمبر في دبي، قال أديسينا إن البنك الأفريقي للتنمية سيُسمع دعوات أفريقيا لتحقيق العدالة المناخية وزيادة الاستثمار في العمل المناخي، بما في ذلك التكيف.
