تقرير يكتبه : أيمن الشندويلي
اذا كنت من أصحاب الشهادات مرتفعة العائد 25% التى تنتهى مدتها فى البنوك الحكومية من اليوم وحتى أول الشهر القادم ، وتفكر فى الاقدام على استثمار أموالك بعيدا عن شراء شهادة جديدة من البنوك الحكومية (البنك الأهلي المصري، وبنك مصر) لمدة عام جديد بعائد 23.5% شهريا ، أو 27% سنويا ، فننصحك بمراجعة نفسك وقراءة هذا التحليل الذى يوضح لك الطريق الذى تسير فيه بأموالك .
تعاون بين بنك مصر وجهاز تنمية التجارة لدعم منظومة التحول الرقمي
سأبدأ معك من عام 2016 ، عندما كان الدولار بأقل من 19 جنيها ، قامت البنوك الحكومية بعمل شهادة بعائد مرتفع لأول مرة فى ذلك الوقت 20% ، وقتها تخلص كانزى الدولار منه من أجل هذا العائد ، وبالفعل كل من اشترى هذه الشهادة حقق مكاسب ، لثبات سعر الدولار فى البنوك والسوق السوداء .
واذا كنت تفكر فيما حدث العام الماضي ، أول يناير العام السابق كان سعر الدولار فى البنك 24.66 جنيه للشراء. 24.71 جنيه للبيع وفى السوق السوداء 27 جنيها .
وفى نفس التاريخ كان سعر الجرام الذهب عيار 21 ، يباع سعر 1650 جنيها .
وسعر الدولار الأمريكى فى البنك 30.89 جنيها . وسعر الدولار فى السوق السوداء 55 جنيها .
بينما سعر جرام الذهب عيار 21 اليوم يباع بسعر 3195 جنيها .
عاجل| البنك الأهلي المصري يتعاون مع شركتي تكنولوجيا تشغيل الأسواق وإنجازات
فيمكن أن تقنع نفسك بأنك لو كنت ادخرت أموالك فى الذهب ، لكانت أموالك تصاعفت قيمتها أى 100% خلال هذا العام .
وإذا كنت ادخرت أموالك بشراء دولار من السوق السوداء ، فان أموالك خلال هذا العام تضاعفت بنسبة 100 % أيضا .
وهذا تفكير خطأ لأنه يندرج تحت بند المخاطرة ، لأن ما يحدث فى سوق الذهب المصري ليس منطقيا ولا يخضع لأى معايير ، ولو اشتريت الذهب من خارج مصر وبنفس سعر الدولار ستجده بأقل 30 % ، والذهب يمكن أن يهبط لأقل من النصف فى لحظة ، لأنه يخضع لسعر عالمى متذبذب ، وسوق داخلي أهوج .
أما إذا فكرت فى الاستثمار في الدولار فهو قمة المخاطرة؛ لأن سعر الدولار الأمريكى قبل طوفان الأقصى 7 أكتوبر كان يتراوح بين 38.5 جنيها و 39 جنيها ، ثم جاءت الحرب على غزة ومعها حرب تجار الدولار على مصر فى الداخل وارتفع بشكل غير منطقى بتأثيرات خارجية ، وتقييمات غير حقيقية من تجار السيارات والسلع المعمرة بجشع فاحش ، صعد بالدولار لأكثر من خمسين جنيها .
عاجل| بنك مصر يدعم 100 ألف أسرة في مختلف المحافظات
لا تشعر بالذنب بأن أموالك فقدت 75% من قيمتها فى عدم اختيار الاستثمار بالعملة الخضراء أو المعدن الأصفر ، وأنك قمت تجميدها فى شهادات تعتبرها ذات عائد مرتفع ، ولكن فى حقيقتها وهم ، لأن العائد الذى تحصل عليه ذهب فى مهب الريح مع التضخم الذى ضاعف أسعار كل السلع .
فكر فى مختلف الجوانب والزوايا لتكون أنت الرابح ، فسعر الدولار فى البنك مستقر عند 30.9 جنيها منذ ما يقرب من عام ، وإذا كنت من ملاك الشهادة مرتفعة الفائدة ذات العائد 25% والتى انتهت مدتها، وستقوم بشراء شهادة ذات عائد أكبر 27% ، فاجمالى ما تحصل عليه خلال عامين 52 % ، وبالمقارنة بسعر الدولار الحالى سيكون متوسط الدولار معك 47 جنيها .
وإذا كان هناك تعويما سيحدث، فلن يتجاوز سعر الدولار رقم الأربعين جنيها، وبالتالى فأنت حققت مكاسب مضمونة بدون أى مخاطرة تذكر ، لأن أموالك فى أمان تام داخل البنوك المصرية .
عاجل| 3.6 تريليون جنيه ودائع البنك الأهلي المصري
الطبيعى أن من يملكون الدولار لديهم هاجس الانخفاض والخسارة من المضاربة فيه إذا جاء التعويم، أكثر من عدم وجود تعويم، لأن التعويم سيضع السعر العادل للجنيه مقابل الدولار ، وبالتالي سيتم ضخ ملايين الدولارات فى السوق لتحقيق التوازن بين السعر المعلن فى البنك وفى السوق الموازية ، والنتيجة خسائر فادحة لكانزى الدولار والمضاربين فيه .
ولذلك عدم التعويم لتجار الدولار أفضل لهم من بث الشائعات واستغلالها فى رفع السعر والذى وصل بالدولار لهذا الرقم المجحف .
ولذا ننصحك اذا كنت شخصا عاديا لديه مدخرات بأن تكون فى أمان من التقلبات التى تجعلك تخاطر بمدخراتك ، وشراء الشهادات المرتفعة العائد والذى يعتبر هو الأكبر ، ويحقق لك عائدا ثابتا تستطيع من خلاله أن تواءم بين متطلباتك والادخار بعيدا عن سموم الشائعات وأسواق متقلبة وغير مستقرة .
عاجل| بنك مصر يوفر خدمات الدفع الالكتروني لفارما أوفرسيز
أما الشركات التى تمتلك مدخرات بالدولار الأمريكى احتياطيا لاحتياجاتها الاستيرادية ، ويوجد لديها تخوف من عدم توفير الدولار فى الأيام القادمة ، أو ارتفاعه فى السوق السوداء ، فننصحكم بالتخلص من جزء من احتياطى الدولار وتسييله لشراء شهادات مرتفعة العائد تغطى لكم النفقات الداخلية والرواتب والمصاريف بالجنيه المصري ، لأن العائد من الشهادات كبير ويستحق التوازن بشكل آمن فى الادخار والانفاق والاحتياطى النقدى .