الرئيسية » كيف نوفر المواد الخام لصناعة بطاريات السيارات الكهربائية ؟

كيف نوفر المواد الخام لصناعة بطاريات السيارات الكهربائية ؟

by Global Econome

بقلم :

دكتور مهندس / سمير على

إذا كان الطلب على السيارات الكهربائية آخذ في الارتفاع بهذه المعدلات العالية ومعه كل هذه الاستثمارات الضخمة في صناعة البطاريات. فهل يمكن توفير المواد الخام مثل الليثيوم والكوبالت والنيكل والمواد الخام الهامة الأخرى لسد احتياجات هذه الصناعة؟ وإلى متى؟
وللإجابة على هذا السؤال نقول: إذا أراد العالم استبدال جميع سياراته وشاحناته التي تعمل بمشتقات البترول أو بالغاز بسيارات كهربائية أنظف، فسيتعين عليه حفر المزيد من الصخور. والكثير من الصخور.
فكما نعلم، تحتاج البطاريات التي تشغل كل تلك السيارات الكهربائية إلى معادن من أهمها الكوبالت والنيكل والمنجنيز والجرافيت وعلى وجه الخصوص الليثيوم، والتسابق الآن على تعدين ومعالجة ما يكفي منها. ومما يزيد الصورة تعقيدًا، أن المعادن اللازمة لتزويد طفرة السيارات الكهربائية بالوقود يزداد أيضًا الطلب عليها في تخزين الطاقة وتقنيات الطاقة النظيفة الأخرى. تمامًا كما قدم الوقود الأحفوري الدعم للاقتصاد العالمي على مدار الـ 150 عامًا الماضية، فإن هذه المعادن ستكون جوهر مستقبل الطاقة.
وتتوقع وكالة الطاقة الدولية زيادة بمقدار 13 ضعفًا في الطلب على الليثيوم بين عامي 2020 و2040، واستنادا إلى أن العالم يسير على الطريق الصحيح لتحقيق أهداف تغير المناخ الواردة في اتفاقية باريس، سيشهد الليثيوم زيادة في الطلب بمقدار 42 ضعفًا. كما ستشهد المعادن المهمة الأخرى، بما في ذلك الجرافيت والكوبالت والنيكل، ارتفاعًا في الطلب بنحو 20 ضعفًا. فوفقًا لتحليل أجرته شركة (McKinsey)، قفز الإنتاج العالمي بنسبة 32٪ إلى 0.54 مليون طن في عام 2021 – لكن الطلب في عام 2030 سيرتفع إلى أكثر من 3 ملايين طن.
ونظرا لأن الليثيوم يمثل حاليا أهم المعادن في صناعة البطاريات، سوف نستفيض قليلا في عرض أهم المعلومات عنه. ويتم استخراج الليثيوم حاليًا في عدد محدود من البلدان، وتهيمن أستراليا وتشيلي وقليل من البلدان الأخرى على الإنتاج العالمي له. وفي الوقت نفسه، فإن الصين وهي ثاني أكبر اقتصاد في العالم تسيطر على أكبر حصة لصناعة البطاريات لأنها أصبحت عملاق انتاج الليثيوم، فهي تهيمن على سلسلة توريد الليثيوم، لا سيما في مرحلتي التكرير والتصنيع. وهذا تحد كبير للولايات المتحدة وأوروبا.
وتمثل أستراليا وشيلي والصين مجتمعة أكثر من 85٪ من إجمالي تعدين الليثيوم في العالم، وإذا أضفنا الأرجنتين ودول أمريكا اللاتينية الأخرى ترتفع هذه النسبة إلى 98٪
نيويورك تايمز. وفي حالة النيكل، استثمرت الشركات الصينية بقوة في إندونيسيا، التي تعد أكبر منتج للمعدن في العالم. وأما محليًا، فإن الصين تهيمن فقط على التعدين العالمي للجرافيت.
ويتم حاليا استخراج ما يقرب من 60٪ من الليثيوم للتطبيقات المتعلقة بالبطاريات، وهو رقم يمكن أن يصل إلى 95٪ بحلول عام 2030. وعلى الرغم من أن توزيع احتياطيات الليثيوم يتم بشكل جيد وكافي نظريًا لتغطية الطلب المتزايد لصناعة البطاريات، لكن الرواسب عالية الجودة مقصورة بشكل أساسي على الأرجنتين وأستراليا وتشيلي والصين. ومع طلب المزيد من بطاريات الليثيوم الثقيلة، سيحتاج تعدين الليثيوم إلى زيادة كبيرة. وهذا سيتطلب استثمارات إضافية كبيرة في مشاريع التعدين. والتركيز بشكل أكبر على تكنولوجيا المنتجات الذكية، مثل استخدام أنود السيليكون بدلاً من (Li-metal).
والسؤال المنطقي التالي هو: في ظل هذه الزيادة المطردة في الطلب على المعادن الرئيسية لصناعة البطاريات ومن أهمها الكوبالت والنيكل والمنجنيز والجرافيت وعلى وجه الخصوص الليثيوم، هل توجد احتياطيات كافية منها لتلبية هذه الطلبات؟ وإلى متى؟ وكيف يمكن التغلب على مشكلة نقص هذه الخامات؟

You may also like