من سنوات بدأت الحرب ..ولسنوات قادمة ستمتد :
حرب أوكرانيا تدخل عامها الثاني
بقلم : د رفعت سيد أحمد
تدخل الحرب الروسية الاوكرانية عامها الثاني ولا أفق هناك لنهايات متوقعة وربما كما سبق وتنبئنا في دراسات سابقة أن تستمر هذة الحرب لخمس سنوات قادمة وذلك لاسباب عدة بعضها يتصل بأنها من الاساس ليست حربا بين (أوكرانيا وروسيا ) بل هي حرب بين روسيا وأمريكا علي الارض الاوكرانية ولان طرفي الحرب (روسيا وأمريكا) من السعة والقوة والاهداف الاستراتيجية الكبري ما لاينتهي في عام أو عامين بل عدة أعوام وهي أعوام ستنتهي بتسوية سياسية إستراتيجية تحفظ لروسيا أمنها القومي في الحدود مع أوكرانيا والغرب وتحفظ لامريكا أيضا مصالحها وإن كانت منقوصة لانها تتصل هذة المرة بقلب روسيا الاستراتيجي وبأمنها النووي والاقتصادي الدولي
ومع دخول الحرب عامها الثاني (بدأت الحرب في 24-2-2022)اعتبر ضابط استخبارات مشاة البحرية الأمريكية المتقاعد، سكوت ريتر، أن إمدادات الدبابات الأمريكية والتي وصلت مؤخرا الي نظام كييف حيلة من قبل إدارة بايدن تهدف إلى الحفاظ على سمعته .. جاء ذلك في حديثه علي علي موقع“Judging Freedom.
وقال: “إنه غطاء سياسي. أنا هنا لأخبركم الآن: بايدن يعرف كل شيء وأوستن يعرف كل شيء وساليفان يعرف كل شيء. إنهم يعرفون جميعا أن الأمر قد انتهى، لذلك يخلقون فرصة للنظر في أعين الشعب الأمريكي والقول إنهم بذلوا قصارى جهدهم لمساعدة أوكرانيا لكن ذلك لم يكن كافيا. ويحاولون أن يظهروا أن الروس كبار للغاية ومخيفون. لكن الحقيقة هي أننا لا نحاول فعل شيء. نحن نضحي بأوكرانيا والجيش الأوكراني”..ولان هذة الحرب إستراتيجية وتعيد تشكيل العالم فلقد كانت-ولاتزال- أمريكا ومعها المنظومة الغربية في حلف النيتو تخطط لها ولابعد منها …كيف كان ذلك ؟ ****** يحدثنا التاريخ القريب أن مؤسسة راند كوروبريشن الامريكية (وهي مثل غيرها من مؤسسات البحث العلمي علي صلة وثيقة بالمخابرات الامريكية )أعدت تقريرا استراتيجيا عام 2019 يستهدف ” خلق حالة من عدم التوازن والتمدد الزائد لروسيا من أجل تقليص دورها في الواقع الدولي ، وتم اعداد هذه الاستراتيجية في عام 2019 ،اي قبل الحرب الاوكرانية بحوالي 3 سنوات، وتقوم هذه الاستراتيجية على:
1- تحديد متغيرات الاستراتيجية
2- تحديد ثلاثة جوانب لكل متغير هي:
أ- احتمال نجاح المتغير
ب- تكلفة للولايات المتحدة
ت- المخاطر المترتبة على كل احتمال
3- تقسيم مستويات تقييم كل متغير على اساس 3 مستويات: ضعيف- متوسط –عالي
4- المتغيرات الرئيسية والفرعية للاستراتيجية:
1- زيادة انتاج الطاقة الامريكي
2- تعميق الحصار التجاري والمالي على روسيا
3- تعميق التوجه الاوروبي للاعتماد على مصادر نفطية وغازية غير روسيا
4- تشجيع العمالة الماهرة والخبرات الروسية على الهجرة من روسيا
5- زيادة المعونات العسكرية الفعالة لاوكرانيا
6- زيادة دعم المعارضة السورية
7- تعميق الروابط الامريكية مع جنوب القفقاس
8- تحجيم النفوذ الروسي في اسيا الوسطى
9- تشجيع النزعة الليبرالية في روسيا البيضاء
10- العمل على طرد القوات الروسي من ناوحي مولدافيا
11- التشكيك في النظام الانتخابي الروسي
12- التشكيك في مدى حرص النظام الروسي على مصالح المجتمع
13- تشجيع الاضطرابات وعدم الاستقرار غير العنيف
14- تشويه الصورة العامة لروسيا في العالم
15- نشر قاذفات امريكية في الجوار القريب من روسيا
16- نشر طائرات حربية قريبة من اهدافها
17- نشر المزيد من الاسلحة النووية التكتيكية
18- نشر منظومات دفاعية صاروخية من الحلفاء الغربيين وامريكا
19- دفع روسيا للتمدد في نشر قواتها في الخارج
20- دفع روسيا لدورة جديدة من سباق التسلح
21- زيادة حضور وانتشار القوات البحرية الامريكية
22- زيادة نفقات البحث العلمي في الاسطول الامريكي
23- ضبط تنامي التواجد الروسي في البحر الاسوط
24- مراقبة ادق للغواصات النووية الروسية
25- زيادة عدد قوات الناتو على الحدود الروسية
26- تطوير الصواريخ متوسطة المدى
27- زيادة عدد المناورات العسكرية للناتو حول روسيا
28- زيادة التراكم في الاستثمار في التكنولوجيا الجديدة
5- بعد رصد تقديرات النجاح او الفشل او الفوائد والخسائر تبين لي ان المحصلة النهائية لتطبيق النموذج(28 استراتيجية فرعية ) ينتهي للنتائج التالية :قمنا بحساب النتائج الواردة في النموذج على اساس : (عدد المتغيرات القويةx 3)+ (عدد المتغيرات المتوسطة X 2) + (عدد المتغيرات الضعيفة x 1)
أ- نسبة المخاطره في مجموع المتغيرات اذا انتهجت روسيا استراتيجيات غير متوقعة هي 46.42%
ب- نسبة المكاسب للولايات المتحدة من تطبيق النموذج كما هو هي 67.85%
ت- نسبة متغيرات النموذج التي تمتلك امريكا القدرة على توظيفها بفعالية ضد روسيا هي 78.57%
وتخلص الدراسة الى ان اضعف جوانب القوة الروسية هي اقتصاد روسيا من ناحية وقلق النظام السياسي على الاستقرار الداخلي، اما اقوى عناصر القوى الروسية فهو القوة العسكرية وحروب المعلومات
********* هذة الاستراتيجية الامريكية التي إقترحتها مؤسسة راندا (التي تعمل وتخرب أيضا في بعض بلادنا العربية وأحيانا يصدقها صناع القرار للاسف!) حاولت أمريكا تطبيقها في الحرب الاوكرانية –الروسية وحاولت إستنزاف روسيا عسكريا من خلال إمداد أوكرانيا بأحدث الاسلحة حتي لوأدي ذلك الي إستفزاز الجيش الروسي فيقوم بإستخدام أحدث أسلحته فيقضي علي أعداد كبيرة من الجنود الاوكران في (سوليدار في دونيتسك كنموذج ) وفي تدمير هائل للبنية التحتية الاوكرانية وهذا طبعا لا يشغل بال المخطط الامريكي حامل خطة (مؤسسة راندا المخابراتية ) وهي خطة يثبت فشلها يوميا في هذة الحرب ..فروسيا –بوتين دخلت هذة الحرب لا لكي تهزم بل لتنتصر ولتحفظ أمنها القومي وهي لن تتراجع عن ذلك ..لذا ستستمر الحرب وسيدفع طرفاها الاساسين (أمريكا وروسيا ) أثمانا باهظة وكلفة زائدة وسترغمهما هذة الكلفة الي الجلوس علي مائدة التفاوض والتسويات السياسية الاستراتيجية .. أما شعب وجنود أوكرانيا الذين إستخدمهم الغرب ..وقودا لهذة المعركة فإنهم سيكونون بحاجة الي معجزات كبري بعد أن تضع الحرب أوزارها لإعادة بناء ماتبقي من دولتهم من جديد بعد أن أصبحت (_شبه دولة ) …إن المستقبل يحمل الكثير من المفاجأت أهمها أن هذة الحرب لن تنتهي غدا بل ستستمر لسنوات قادمة وسيتأثر إقتصاد العالم بهذ الطول بأكثر مما حدث في العام الاول للحرب عام 2022 وعلي الجميع وفي مقدمتهم دولنا العربية الاستعداد لذلك بالخطط الجادة وليس بالسياسات المرتجلة فاقدة الرؤية والخيال السياسي ..فهذة الحرب أثرت وستؤثر علي الاقتصاد والسياسة في منطقتنا بقوة وسيزداد ذلك في العام 2023 والاعوام القادمة …فلننتبه !