هشام مبارك يكتب : محمد منصور..ما كان هذا ظنى بك !

فلوس الناس

بقلم : هشام مبارك

كنت ولا زلت مؤمناً بوطنية رجل الأعمال المصري ووزير النقل الأسبق محمد منصور.كتبت عدة مقالات عقب ثورة يناير عندما ورد اسم محمد منصور فى أكثر من قضية فساد.فى ذلك الوقت الاتهامات طالت الجميع مع الأسف وراح الشرفاء ضحايا تحت أقدام الفاسدين.قلت وقتها أنني أراهن بكل ما املكه من خبرة ومعرفة بالرجل أن محمد منصور لم ولن يكون يوماً من زمرة الفاسدين الذين نهبوا البلد.وأثبتت الأيام صدق ظنى فى الرجل.

عرفت محمد منصور عن قرب خلال سفرى مع الغرفة الأمريكية فى رحلة طرق الأبواب السنوية التى كانت تنظمها الغرفة للولايات المتحدة الأمريكية.وقد تولى منصور رئاسة الغرفة أربع سنوات تقريباً.دارت بينى وبين الرجل عدة مناقشات خلال تلك السفريات كشفت لى عن وطنيته وعن حبه الشديد لبلده.أشفقت عليه عندما تولى وزارة النقل,فأنا مؤمن بأنه إذا أردت أن تقضي على رجل أعمال فكلفه بالوزارة.لا أظن أن من اختاروا منصور وزيراً كانوا ينصبون له فخاً, لكن بدون شك ومع حدوث تصادم قطارين فى بداية عهده بالوزارة أثر كثيراً على موقفه كوزير,ثم استقال الرجل سريعاً وعاد لأعماله الخاصة ونقل إقامته إلى لندن بعد ثورة يناير ليس هربا من قضايا الفساد التى طالت الكثيرين وهو منها بريء ولكن لأن المناخ فى مصر فى ذلك الوقت كان مسمماً,اختار الرجل أن يبتعد.

انقطعت أخبار الرجل عنى وكنت أطمئن عليه فقط من خلال بعض الأصدقاء المقربين حتى فوجئت بعدة أخبار تنتشر مؤخراً مقترنة باسم الرجل مثل أنه استحوذ على حصة كبيرة فى نادى سان دييجو الأمريكي بمبلغ 500 مليون دولار. والثانى هو أن تقارير صحفية تؤكد تبرع محمد منصور بخمسة ملايين جنيه استرليني لدعم حزب المحافظين البريطاني ، في أكبر هدية سياسية للحزب منذ 22 عامًا، وذلك لدعم موارده المالية، وسط مخاوف من أن يتفوق عليه حزب العمال في الانتخابات المقبلة.بل وصفت صحيفة الديلى ميل منصور بأنه أمين صندوق الحزب ولم أفهم ما إذا كانت تقصد أنه يتولى بالفعل منصب أمين الصندوق ام تقصد المعنى المجازى أنه بمثابة الصندوق الذي يتدخل لإنقاذ الحزب من أزمة مالية طاحنة!

طبعاً من حكم فى ماله ما ظلم, ومن حق محمد منصور أن يوجه أمواله للاستثمار فى أى مكان فى العالم.لكن وبما أعرفه عن الرجل اقول له أنه ما كان ذلك ظنى بك. ما كان ظنى أن تستثمر فى نادى أمريكى ولدينا فى مصر أندية تعجز حتى عن شراء أحذية وملابس لفرقها.ألم يكن من الأولى أن تشتري واحدا من تلك الأندية أو تدعمه بتلك الأموال, ايضاً من حقك أن تنتمى لأى حزب بريطانى طالما اخترت البقاء فيها ومن حقك أيضا أن تعجب بريشي سوناك رئيس الوزراء البريطانى وبتجربته فى الإصلاح لكن ألم يكن دعمك للحياة الحزبية فى مصر أولى وهى تعانى أشد المعاناة لعدة أسباب منها نقص التمويل والدعم المالى إضافة طبعا للمناخ العام للحريات وتقييد الممارسات الحزبية الحقيقية؟!.

ربما لا يزال فى نفس منصور بعض المرارة مما حدث لسمعته فى مصر وربما يري أن يكتفي بما لديه من استثمارات على أرضها لكن ظني ان أولاد البلد يستحقون منك الدعم والمساندة لأنك مصري حتى النخاع حتى وإن كنت تحمل جنسيات العالم كله.

Related posts

هاني أبو الفتوح يكتب: المقاطعة سلاح بيد المستهلكين: كيف يمكن أن تؤثر على الشركات الداعمة لإسرائيل؟

عاجل| هاني أبو الفتوح يكتب: مأزق التضخم.. كيف فشلت السياسة النقدية بمصر في السيطرة عليه؟

هاني أبو الفتوح يكتب: انخفاض قيمة العملة وأثره على الأسعار والتضخم في مصر