الرئيسية » هل تنتبه أثيوبيا  للمخاطر الزلزالية القادمة  عليها وعلي  جغرافية الاقليم بسبب سد النهضة ؟

هل تنتبه أثيوبيا  للمخاطر الزلزالية القادمة  عليها وعلي  جغرافية الاقليم بسبب سد النهضة ؟

by أيمن الشندويلي

 سدود تركيا كانت أحد أسباب الزلزال المدمر :

هل تنتبه أثيوبيا  للمخاطر الزلزالية القادمة  عليها وعلي  جغرافية الاقليم بسبب سد النهضة ؟                                            بقلم :

د رفعت سيدأحمد                      

بعد أيام  شديدة القسوة في تركيا وسوريا ؛أسفرت سلسلة الزلازل التي أصابت البلدين إبتداء من يوم 6/2/2023  عن ضحايا تجاوز عددهم ال50 الفا وعن مبان مهدمة تجاوزت ال60 الفا .. غير الاضرار الجسيمة التي أضرت بكل نواحي الحياة وخلفت ورائها خرابا والآما إنسانية مؤلمة وتعاطفا عالميا واسعا  وبدء ما سمي ب(دبلوماسية الكوارث الطبيعية ) والتي قاربت بين الخصوم والاعداء  ..خاصة أن كلا الدولتين المصابتين لديهم أصدقاء وأعداء عديدين بسبب ما سمي بالربيع العربي الذي بدأ في 2011 ولاتزال أحداثه السياسية والعسكرية  والارهابية ..تتوالي حتي يومنا هذا (2023) …بعد هذة الاحداث بدأ العقل الاستراتيجي الاقليمي والعالمي يبحث عن المسببات الحقيقية لهكذا كوارث ..صحيح ثمة أقدار إلهية  تقف خلف مثل هذة الكوارث  ..ولكن ثمة عوامل ومسببات أخري  جيولوجية ومرتبطة بالتغيرات في قشرة الارض والعوامل المؤثرة فيها  ومن بين ما أكده الخبراء في هذا المجال  حقيقة علمية غاية في الاهمية لما لها من مردودات مستقبلية سياسية وإستراتيجية علي باقي قضايا المنطقة العربية والعالم والحقيقة تقول ( أن أحد أهم مسببات الزلازل هو وجود سدود تحجز المياه  مبنية علي فوالق زلزالية  أي مبنية علي مناطق غير أمنة جيولوجيا  ..وأن ما جري في تركيا ينطبق عليه هذا القانون العلمي  وأنه سينطبق علي مشروع سد النهضة في أثيوبيا أيضا ) وفي سبيلنا للتفسير السياسي والجغرافي لتلك الحقيقة العلمية التي قال بها العلماء بعد زلزال تركيا  نوضح ما يلي :

   أولا : كما هو معلوم جغرافيا  يبلغ طول نهر الفرات من منبعه في تركيا حتى مصبه في شط العرب في العراق حوالي 2940 كم منها 1176 كم في تركيا و610 كم في سوريا و1160 كم في العراق، ويتراوح عرضه بين 200 إلى أكثر من 2000 متر عند المصب. ويطلق على العراق بلاد الرافدين لوجود نهري دجلة والفرات فيها.

     هذا وينبع نهر دجلة من بحيرة هزار الموجودة في جبال طوروس، والتي تقع في الشرق من تركيا، وتبعُد البحيرة حوالي (80 كم) عن منابع الفرات، يجري النهر حوالي 400  كم) ضمن تركيا، ثم يمر خلال الحدود التركية السورية العراقية  بطول يصل إلى حوالي (50 كم) وإجمالي   طول النهر يصل الى (1850 كم).

******                                                                                    ثانيا : قامت تركيا ببناء عدد كبير من السدود  وصل إلى 579 سدا تم إنشاؤها لأغراض إمدادات المياه والري وتوليد الطاقة المائية والتحكم في المياه، ومعظم هذه السدود شيّدت من أنواع السدود الترابية. تبلغ القدرة التخزينية الإجمالية للسدود الكبيرة (208 سدا) حوالي 157 كيلومترا مكعبا تقريبا، بينما تصل القدرة الإجمالية للسدود كاملة حوالي 651 كيلومترا مكعبا، يُضاف إلى ذلك أن هناك 210 سدا” تقريبا قيد الإنشاء في مشاريع مائية تسعى تركيا إلى تشييدها. وفق ما ورد في كتاب “الموازنة المائية في العراق وأزمة المياه في العالم للباحث فؤاد قاسم الأمير وهذة السدود بني أغلبها – وليس كلها- علي فوالق زلزالية  وتربة غير مستقرة  ومن ثم  كانت سببا في حجز ومن ثم تسرب المياه في تربة الارض بكميات كبيرة  ومن ثم مع مرور السنين أدت الي وقوع الزلزال ويضاف الي ذلك  أنه  .

أقامت تركيا ضمن مشروع جنوب شرق الأناضول) وعلى نهري الفرات والكاب  ودجلة22  سدا”  منها 14  سد على نهر الفرات وأكبرها سد أتاتورك و8 سدود على نهر دجلة وأضخمها سد إليسو . و19 محطة كهرومائية،  لاستصلاح مساحة كبيرة تعادل مساحة بلجيكا. ويشمل تسع محافظات وهي ديار بكر، غازي عينتاب، سيبرت، شانلي أورفا، أدي يامان، ماردين، كالس، شرناك، وبطمان.  وتقدر القدرة التخزينية للمشروع بنحو 100 مليار متر مكعب، وهذه القدرة تمثل ثلاثة أضعاف القدرة التخزينية للسدود العراقية والسورية مجتمعة وتبلغ كلفة بناء المشروع أكثر من 35 مليار دولار ويؤكد العلماء المتخصصين ومنهم العالم السوري المعروف د. محمد ابورقية أن تلك السدود مجتمعة ساهمت ضمن عوامل آخري في حدوث أضرار إقتصادية وكهربائية وزراعية كبيرة في العراق وسوريا  ويقال أن إسرائيل كانت المساهم الاكبر في بنائها  والمستفيد الرئيسي من كهربتها ومن مياهها !كما هو الحال مع سد النهضة الاثيوبي .. والنتيجة الاخطر أن مشروع (نهر  الكاب )وفقا للعلماء  كان أحد أهم أسباب الزلزال الكبير يوم 6/2/2023

***********                                                                         ثالثا : المهم بالنسبة للامن القومي العربي وفي قلبه الامن القومي المصري بعد  زلزال تركيا  وبعد الحقائق العلمية المنشورة عن خطورة بناء سدود  كبيرة علي جغرافية الفوالق الزلزالية ..هو ما سيأتي به (سد النهضة ) الذي يكاد يكتمل بناءه وتخزين المياه خلفه هذا العام (2023) ..من أضرار كبيرة :زراعيا وكهربائيا والاخطر زلزاليا  ليس علي دول الجوار للسد (كالسودان مثلا ) بل بالاساس علي أثيوبيا ذاتها  ! وهنا علي  حكام أثيوبيا أن يتأملوا جيدا فيما ذهبت له الرؤي  والتحذيرا ت  العلمية العالمية   بأن  ماجري في تركيا سوف يتكرر في أثيوبيا حرفيا  ..ولنتأمل ما قاله قبل أيام أحد هؤلاء العلماء  …فلقد حذر أستاذ هندسة المعادن والبيئة والباحث البيئي الأردني أحمد ملاعبة مدير مركز الدراسات البيئية في الجامعة الهاشمية بالأردن، من الخطر الكبير الذي يمثله سد النهضة الأثيوبي.

وأوضح في تصريحات خاصة لقناة “أر تي” الروسية- أن سد النهضة يمثل خطرا كبيرا على زيادة نشاط الزلزال في المنطقة والتأثير على الدول المجاورة لإثيوبيا .

وشدد على أهمية وقف مشروع سد النهضة الإثيوبي، خاصة وأنه يمثل تهديدا على أثيوبيا والدول المجاورة بسبب النشاط الزلزالي، حيث أن حجم خزان السد الكبير، يؤدي إلى ترشيح المياه والتأثير على التربة والقشرة الأرضية وحتى على الأرض بالكامل وهو ما يعد السبب الرئيسي في حدوث الزلزال.

وأشار الخبير الأردني إلى أن الماء يترشح أسفل السد، ويحدث تمدد للخزان مقداره 9% من حجم المياه المخزنة، وهي زيادة كبيرة للغاية، مشددا على أن هناك ألفي سد تعرضوا للانهيار خلال 20 عاما، من بينهم 200 سد رئيسي على مستوى العالم.

وأوضح أن السبب في ملء أثيوبيا لبحيرة السد بشكل تدريجي الهدف منه عدم حدوث أي تأثير مفاجىء على التربة، حيث أنه في حال حدث ملء سريع فسيحدث زلزال مفاجئ يؤدي لانهيار السد..

وأوضح أن الاتفاقيات الدولية والحدودية المائية محددة ولا يجوز التلاعب بها وفقا لقوانين الأمم المتحدة. وكان الخبير الأردني قد كشف أن السدود التي قامت تركيا بتشيدها على حساب سوريا،والعراق لها دور جيولوجي في الزلزال الكبير الذي ضرب سوريا.

خلاصة القول هنا أن علي أثيوبيا قبل دول المنطقة وقبل الامم المتحدة أن تقرأ جيدا رسالة (زلزال تركيا) ..تقرأها جغرافيا وجيولوجيا قبل أن تقرأها سياسيا ..فالخطر من (سد النهضة ) علي أثيوبيا أولا ..وعلي دول الجوار ثانيا .. قادم وإمكانات تفاديه لاتزال ممكنة  لو صدقت النية  الاثيوبية وإمتلكت الارادة  الحقيقة لبناء علاقات وتحالفات  جادة مع أهم دول القارة  (مصر) وأكثرها  رسوخا في العلاقات معها ..ساعتها سيتم –مبكرا- محاصرة  تلك المخاطر المستقبلية القادمة من (سد النهضة )ونتمني ذلك ..حفظ الله كل دول المنطقة  من غدر الطبيعة ومكر زلزلاها !!!.

You may also like